تنقية المياه بالكلور
تنقية المياه بالكلور تعد المياه هي أهم شيء في الحياة وخلق منها كل شيء كما قال الله تعالى في كتابه ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء/30، وتمثل المياه ثلاث أرباع مساحة سطح الكرة الأرضية، ومع ذلك فإن نسبة قليلة جدا من المياه هي العذبة والمتمثلة في الأنهار والبحيرات والابار، وهى المياه المتاحة للشرب بشكل مباشر، ولكن مع الملوثات الكثيرة وكثرة المواد الكيميائية التي تلقى في مياه الأنهار بشكل مباشر من مواسير صرف المصانع،أو تلوث الهواء والعالق به من ملوثات والتي تنزل مع مياه الأمطار لتزيد الأمر سوءا في البحار والانهار، ويكثر من المواد المعقدة والمسممة في أغلب الأحوال والتي تؤثر بشكل أخر على الحياة البحرية من أسماك وغيره من كائنات تعيش في المياه العذبة.
نتج عن كل ما سبق ذكره من مصادر تلوث الهواء والماء بشكل مباشر وغير مباشر، وأمور أخرى تتسب في تلوث المياه غير مخلفات المصانع، واعتداء الانسان على البيئة بكل ما تحتويه من عناصر يراها ذات وفرة وانها دائمة، ولكن في الحقيقة مع سوء تعامله معها جعلها عناصر مهددة بالانقراض، حتى أنه كثيرا ما يتوقع بحدوث حرب على المياه العذبة في القريب العاجل؛ لندرة تلك المياه، ومع تلك الملوثات العديدة كان لا بد من تنقية المياه، وتنقية المياه يقصد بها إزالة البكتريا والفيروسات وكل العناصر التي تهدد جهاز الانسان المناعي، وغيره من الأجهزة التي تتعرض للمياه التي يشربها الانسان على مدار يومه؛ فاقل معدل للإنسان اثنان لتر في اليوم الواحد ومع ارتفاع الحرارة وكثرة العرق لابد من زيادة المعدل حتى لا يتعرض الانسان للجفاف.
ومن الكثير من التقارير المعلنة في وزارات الصحة للدول، ومنظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن أكثر الأمراض المنتشرة في دول العالم الثالث – والمقصود بها الدول المتخلفة النامية – هو تلوث المياه، فكثيرا من البرامج في وقتنا الحالي بدأت تهتم ببث ذلك الأمر وشهد في برنامج -تم بثه على قناة ناشونال جيوجرافيك أبو ظبي – حيثيأخذ الأغنياء من بلادهم المتقدمة ويجعلهم يجربوا حياة الفقراء في البلدان الفقيرة، وفى أحد بلدان افريقيا كان الأمر صادم للكثير؛ حيث أن الأطفال يذهبون يوميا ويملئون عبوات من مياه اقرب ما يكون من الصرف الصحي، لها رائحة عفنة ولون اصفر واضح للعين وطعم مقزز، وهم يحيون على ذلك وما كان من الرجل الغنى في ذلك الموقف إلا أنه اشترى لهم جهاز كبير ينقى المياه على حسابه الخاص تضامنا معهم ولأنهم يستحقون حياة أفضل أكثر أداميه.
كذلك يحدث نفس الأمر في كثير من دول العالم، حيث تهتم الحكومات بتنقية مياه الشرب التي تصل إلى المواطنين، ولتنقية المياه طريقتان احداها كيميائية ومنها استخدام الكلور وغاز الكلور وطرق أخرى معروفة كغاز الأوزون، وهناك طريقة أخرى فيزيائية تعتمد بشكل أساسي على أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، ومن الطرق المستخدمة في مصر هو طريقة التنقية بالكلور ووجود محطات في كل مكان، وهناك منظمات دولية تقوم بمتابعة كل البلدان في المعايير التي تضاف من أجل تنقية المياه اللازمة للشرب.
معروف عن المياه بانها مادة لا طعم لها ولا رائحة ولا لون،وتأتى الكارثة عندما تلاحظ تغير أي من صفات المياه المعروفة للجميع، فاذا تذوقت المياه وشعرت بطعم الكلور فاعلم انه لا يجب تناوله بتاتا، ولكن لا بد من ان يغلى ذلك الماء للتخلص من الكمية الزائدة الموضوعة من الكلور أو يوضع في الشمس لفترة،وبأي شكل من الأشكال لا يجب ان تتعرض للبخار المتصاعد نتيجة عملية الغلي؛لأنها تحتوى بالتأكيد على غاز الكلور وهو مادة غير جيدة بالتأكيد للتنفس ولها تأثير سلبى على الرئة، وأيضا في حالة ما اذا كانت مادة الكلور قليلة فإنها تكون ذات تأثير سلبى أيضا؛ حيث لا تكون المياه نقية بالكامل ويكون هناك بكتريا ضارة في المياه اذا شربه الانسان بالتأكيد سيتعرض لأمراض يكون غنيا عنها.
لذلك فان الكثير من الدراسات تشير الى أن تناول الانسان للمياه بها كلور أفضل بكثير من الاستحمام بمياه بها كلور زائد؛ حيث ان تناول المياه ستمر على الجهاز الهضمي ثم تتجه للجهاز الإخراجي وتغادر الجسم مع ترك كمية بسيطة؛ للقيام بالدورة الدموية، ولكن في وقت الاستحمام وبشكل خاص عن استعمال المياهالساخنة تظهر الكارثة الكبرى؛ وهى تبخر مادة الكلور من المياه وتملا الحمام، وقد تصيب الانسان بالاختناق ويغشى عليه ان لم يلاحظ كثرة الابخرة المحملة بالكلور،وأيضا المياه الساخنة تفتح مسام البشرة وتسمح بدخول الملوثات الى داخل جسم الانسان،ولذلك ينصح بانه عند استخدام المياه الساخنة في البلاد التي تنقى المياه باستخدام الكلور لابد من ان يكون هناك نافذه مفتوحه في الحمام، او أي منفذ للبخار؛ حتى لا يختنق الانسان ويموت في الحمام ولا احد يشعر به، ولذلك يؤكد أحد الدكاترة في جامعة بيتسبرج في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو دكتور متخصص في الكمياء يؤكد الدكتور أن تنفس المواد الكيميائية اثناء الاستحمام له تأثير ضار جدا يساوى مئة ضعف عن شرب نفس المياه بشكل مباشر.
تعد مادة الكلور من اهم المواد المستخدمة في تنقية المياه، والأكثر استخداما في الكثير من انحاء دول العالم، ويستخدم الكلور منذ أكثر من مائة عام في تنقية المياه وتطهيره من الملوثات المختلفة التي تصيب مياه الشرب.مع ذلك هناك مضار ناتجة عن استخدام الكلور ومن بينها:
- تأثيره على الجهاز التنفسي؛ حيث غاز الكلور الناتج عن تبخر المياه يسبب مرض الربو والجيوب الانفية والحساسية، والتعرض لفترة زمنية طويلة يسبب تجمع السوائل في الرئة او التهاب رئوي، وقصر في التنفس والالتهاب الشعبي، ولكن التعرض لفترة قصيرة ينتج عنه ادماء الانف وادماع العين وكحة وبلغم والام في الصدر.
- يؤثر على البشرة والشعر حيث ان الكلور يوثر على بروتين الشعر؛ ويتسبب في جفاف الشعر وتواجد القشرة والتأثير السلبي على صبغة الشعر أيضا، وعند التعرض الى المياه المنقاه بالكلور يتعرض الشعر وفروة الراس للكلور فيصيبها الجفاف، وهناك تأثير للكلور على البشرة والفروة؛ حيث ان الكلور يسبب احمرار البشرة وبشكل خاص عند هؤلاء المصابين بحساسية أو الأكثر عرضه للحساسية.
- كثرة التعرض للمياه المكلوره تؤثر بالسلب على الاسنان.
- السرطان من النواتج عن المياه المضاف له مادة الكلور حيث انه يؤثر بالسلب على جلد الانسان؛ فيتحد الكلور مع بعض الملوثات العضوية لينتج عن ذلك مادة الكلوروفورم،وهي مادة مسرطنة؛ لذلك فان التقرير اشارت ان الاستحمام هو المسؤول بشكل رئيسي عن انتشار مادة الكلوروفورم في الكثير من المنازل التي تستعمل المياه المضاف لها الكلور، ويصيب السرطان المثانة والمستقيم
لذلك لا بد من الحرص والحذر على صحتنا وصحة أطفالنا، وبشكل خاص من أحواض السباحة المغلقة والتي يتم تطهير المياه بها باستخدام الكلور؛ حيث يكون لها تأثير على السابحين، واتضح ذلك من دراسة نتج عنها تغيرات مستمرة في الحمض النووي للكثير من السابحين في مثل تلك الاحواض.